[SIZE="5"][B]
الرؤية الواضحة هي طريق الانطلاق للفرد وللمجتمع, ولهذا أعتقد أن الشك والغموض هو أكبر قيد للبشرية, وحتى المجتمعات الغربية هي مقيدة وليست منطلقة لأنهم مليئون بالشكوك..
وعلى قدر سعة نطاق الشك على قدر الانكماش, وحتى المتدينين في كل الديانات عندهم شكوك، بدليل وجود نقاط كثيرة يتجنبونها ولا يقدرون أن يدخلوها, فوجود مناطق تهرب يدل على وجود شكوك وعدم وضوح رؤية ..
لاحظ أن الملحد مثلاً لا يريدك أن تسأله (لماذا) فهذه نقطة تهرُّب عنده.. والناس يخافون من التشكيك، وهذا يدلك أن الشك يحبط ويقلل الطاقة. الشكوك تعمل عملها حتى بطريقة لا تكون واعياً لها بكل لحظة, فهي تسبب فتوراً في الطاقة, وكلما يزداد وضوح الرؤية كلما تزداد القوة.
الإنسان رحلته طويلة في محاربة الشكوك, وحتى إن نجح في إسقاط شكوك ينشغل بإسقاط شكوك جديدة تظهر, حتى يصل إلى تطابق بين العقل والشعور.
الشك دائماً مصحوب بالخوف, والخوف يعني انسحاب, وهو يفسد السعادة، فلا سعادة إلا بأمن, فتجاهل الشكوك ليس حلاً مع أنه أكثر الحلول استعمالاً.
الفرق بين شكوك المؤمن وشكوك الملحد أن شكوك المؤمن كلما تبددت ذهب إلى اليقين والراحة, والملحد كلما تبددت شكوكه التي تؤيد الدين كلما ذهب إلى شك جديد وحيرة جديدة, إذن المؤمن هو الأولى بأن يسعى بمجال مواجهة الشكوك ولا يهرب منها, لأن النتائج مفيدة بالنسبة له, أما الملحد فليست مفيدة لأنها تخرجه على فضاء آخر يحتاج إلى إثبات, إذن دافع المؤمن للمعرفة أقوى من دافع الملحد, لأنه سيجني ثماراً, أما الملحد فسيجني فقط بلبلة جديدة.
والشك المتجاهَل من أسوأ الأشياء, فالشك المتجاهَل يختلف عن الشك المتعامَل, فالمتجاهَل كأنه عقدة أو منطقة محظور الاقتراب منها, فهو يضيِّق حياة الإنسان ويضيق عقله, ويدفعه للموقف العاطفي العنيف..
الأصل في الشك هو التعامل معه ومواجهته وليس الهروب منه, وهذه هي الفائدة من وجوده أصلاً, مواجهة الشكوك هي طريق العلم لأن العلم يبدأ من الشك إلى اليقين..
وعموماً مهما اختبأت ستضربك الشكوك وتلاحقك , ففكرة الانغلاق غير عملية أساساً, لأن الانغلاق ضعف، والضعيف قابل للإسقاط وقابل لشكوك أكبر..
الشكوك مثل عوامل التعرية ستسقط صاحبها إن لم يواجهها, فهي مثل المشاكل التي إن لم تواجهها فإنها ستواجهك.
B]
[/size]