(Sara Ali) المديرة العامة
تاريخ التسجيل : 19/09/2009 الاقامة : Egypt الجنس : المهنـة : عدد المساهمات : 2218 العمر : 37 قلعة ملوك وملكات العرب
| موضوع: بطولات من ورق! السبت ديسمبر 12, 2009 7:43 pm | |
| بطولات من ورق!
فوزية منيع الخليوي عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة
في زمن عزت فيه البطولات.. وخارت فيه الهمم, وسيطرت الماديات وأصبحت هي المقياس لمصداقية الفرد, وأصبحت الإنسانية مطلباً ثانوياً... وهدفاً هامشياً! ماتت مشاعرنا وفترت عزائمنا ! وأصبحنا نقلّبُ في سواقي التاريخ عن بطولات سائدة وتضحيات بائدة! وفى ظل ما يلاقيه المسلمين من إهانة واستخفاف من الغرب!كانت أعين أبنائنا تترقب بلوعة , وتطمح بلهفة وهي تتكئي على التاريخ المشرّف تعُرك فيه بقايا الذاكرة المعطوبة بحثاً عن قدوات مشرفة ونماذج مفرحة! في ظل هذا التلاطم الذي يعيشه أبناؤنا بزغت في الآونة الأخيرة معاني إنسانية تتمثل بالتضحية والإقدام والشجاعة من شخصيات بسيطة في شهاداتها... كبيرة في قدرها! أثارت المكامن الواهنة والكنوز المدفونة! ولكنها للأسف سرعان ما تخبو وتمر علينا مرور الكرام عبر عدة أسطر في جريدة يومية , لا تعدو عن ملء مساحة شأنها كشأن أي خبر مدفوع الثمن! وتنطفيء مع آخر رشفاتنا لكوب القهوة الصباحي!
مجلة التايمز الأمريكية تنشر سنويا قائمة الشخصيات الأكثر نفوذا في العالم بهدف تكريمهم لأنهم غيروا وجه العالم من خلال أفعالهم المختلفة سواء أكانوا علماء أو فنانين أو قادة !هذه القائمة أعلنت حياديتها وإنسانيتها عندما ذيلت اسم أم ذياب البلوي امرأة من تبوك .. حامل في شهرها التاسع .. لها من الأطفال تسعة .. تمكنت برباطة جأش وبسالة اقتحام النيران في شقتها منقذة أطفالها التسعة .. أم ذياب أيضا قامت على فصل العداد الكهربائي للعمارة الأمر الذي ساعد على منع اندلاع الحريق للشقق السكنية الأخرى !! ولكننا نئد هذا النجاح بما يبرره البعض دافعها لحماية فلذات أكبادها فيقلل من شان فعلها, وعظيم بذلها! وعندما يمر على خبر تكريم الملازم محمد ذعار العتيبي من الدفاع المدني بمكة من قبل رئيس البعثة التركية للعمرة على ما بذل من جهود مضنية في إنقاذ امرأة تركية معتمرة من الحريق الذي شب في أحد الفنادق , وكان أقصى ما ناله شهادة شكر من رئيس البعثة التركية للعمرة!بينما بررناه نحن بأن هذا من عمله الصميم وواجب وطني كريم !
وهكذا في شأن فتاة حائل العشرينية التي قامت بإنقاذ طفل في السابعة من عمرة سقط في مسبح إحدى الاستراحات بعدما استنفذ الرجال كل محاولاتهم في إنقاذه لعجزهم عن السباحة , وفي وسط هذا الجو المشحون والصراخ شقت حشد الحضور وبمهارة فائقة سحبت الطفل إلى خارج المسبح وسط دهشة الجميع وهلعهم! وانتهت بطولتها بقبلة على رأسها, وحكاية سترددها على مسامع أحفادها عند المساء!
إبراهيم الهقاص من محافظة عنيزة الذي شارك في حادث الغريق المعلم الرعوجي (رحمه الله) وكذلك حادثة وادي الرشاء عندما رمى بنفسه للموت لكي ينقذ 33 شخصاً كانوا محاصرين بمنزل شعبي بالوادي وتم بحمد من الله إنقاذهم،ولكنه جوبه بالتهميش مما حدا برئيس بلدية عنيزة أن يكاتب الجريدة منوها بذكره, ومسطراً لفضله , ومشيدا بقدره( الجزيرة عدد )13420.
بينما قائد الطائرة الإمريكية التي تعطلت محركاتها، فنجح في الهبوط بها في نهر هدسون في نيويورك، مما أتاح نجاة جميع الركاب، ولم يغادر قائد الطائرة حتى تأكد من خروج الجميع، وتقديراً لذلك دعي ضمن المدعوين لحفل تنصيب الرئيس أوباما، وكرم خلال حفل مباراة السوبربول للكرة الأمريكية.
ويعلم هؤلاء أن الموت أقرب إليهم من شراك نعالهم , ولذا يجابهون الموت ناطقين بالشهادة كما غامر الشاب عواض أل محاج والذي يعمل برتبة جندي في حرس الحدود بحياته واقتحم السيل الجارف عندما شاهد السيل يجرف سيارة بداخلها أسرة مكونة من ستة أشخاص بينهم طفلة رضيعة في شهرين.
أما سيناريو هذا الشاب الذي قام بدور بطولي على طريقة شباب حائل الذين أنقذوا امرأة من السيل عندما شاهد السيل يجر السيارة للبعيد المجهول فلم يتمالك نفسه ونطق الشهادة أمام الجموع التي شاهدت الموقف واقتحم السيل متجها نحو السيارة حيث تعلق بها وأخذ يسحب الضحايا الأطفال واحدا تلو الآخر ويقذف بهم نحو الواقفين على حافة الوادي حتى نجح في إنقاذ أفراد العائلة بأكملها من الموت!
هذه الشفافية تصل إلى تساميهم على أحقادهم لتصل إلى إنقاذ أرواح أساءت لها بإزهاق أعز ما تملك في الحياة وهم فلذات أكبادهم , كما حدث مع عنبر المريشد وزوجته في حفر الباطن الذي قضى ولدهما طعناً بسكين ، وسرعان ما ذهب مصطحباً لزوجته المتعبة إلى مقر محافظة حفر الباطن، وهناك فاجآ الجميع بتوقيعهما التنازل عن قاتل ابنهما سليمان (17 عاماً)، من دون أن يطلب منهما أحد ذلك. قطع عنبر مجلس العزاء المقام لابنه، ليتوجه إلى مكتب وكيل المحافظة ، وسجل تنازله . أناشد المسئولين إنصاف هؤلاء المناضلين من أبناء هذا البلد الكبير ببطولاته الفريد بتاريخه
جزى الله الشدائد كل خير *** عرفت بها عدوي من صديقي | |
|