بكل المحبة قواعد هامة عاجلة لكل مخطوبين .. ( غاية في الأهمية ) المؤمن كالغيث ك
نا نتجول أنا وزوجتي الكريمة في أحد مدن مملكتنا المحبوبة ..
ونتناقش في أخطاء الناس في فترة الخطوبة ( ما بعد العقد وقبل الزواج )
ونتذاكر بعض المواقف وأخطائها التي
تُوْدي أحيانا بالعقد كاملاً .. أو تسبب توتراً لا يُطاق ..
أو توحي بمستقبل مظلم .. فيبقى المخطوبين في حال انتظار الموت القادم ( الزواج )
بسبب ما يحصل من نزاعات فترة الخطوبة ..
وهي فترة أليمة لأن فسخ العقد ليس بالأمر السهل ..
فقالت – رعاها الله – : هَلَّا كتبت مقالاً تصوغ فيه هذه التوجيهات
عما تراه واجباً في هذه الفترة.. فأجبت طلبها وشرعت مستعينا بالله
فأقول وبالله وحده التوفيق ..************
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الخاطب / أختي المخطوبة ..
بدايةً أسأل الله لكما التوفيق والسعادة وأن يجعل بينكما إلفاً دائما
وودا لا ينقطع وأن يرزقكما الذرية الصالحة التي تشرق ببركتها الدنيا كلها .
مما جرى على ألسنة العامة أنكما يقال عنكما ( مخطوبين )
وهي مرحلة ما ( بعد العقد ) و ( قبل الزواج )
والصحيح – شرعا – : أنكما ( زوجين ) فالخِطبة ( بكسر الخاء ) هي أن يخطب الرجلُ المرأةَ بالحديث حول الرغبة بالاقتران ( مرحلة ما قبل العقد ) وما بعد العقد الفتاة زوجة لها حق وعليها حق وأنت زوجها قد استحللتها ولك حق وعليك حق ..
فلنصحح العبارة ونقول :
أيها الزوجين ..
لن أغرق في مقدمات تمل وتطيل المقام .. غير أني قرأت في هذا الباب كثيراً وجاءتني رسائل كثيرة على الإيميل واتصالات ومواقف ومن تجاربي الشخصية أيضا أعطتني ثروة في هذا الباب مفيدة وذهبية لن يندم من راعاها البتة بإذن الله ..
وأراها فوائدَ مضيئة تقي كثيراً من الكوارث الأسرية ..
فأجمعها لكما ( كخواطر مبعثرة ) قد تجدان ضالتكما بينهما وأسأل الله أن ينفع بها وأن يكتب لها القبول ..
فأقول وبالله التوفيق ..
- القاعدة : ( تقديم الدين في الاختيار .. سبيل الدوام والاستقرار )
الدين ثم الدين ثم الدين .. (( فاظفر بذات الدين تربت يداك )) (( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)) .. غلطة العمر أن تقترن بجميل غير صالح أو جميلة غير مستقيمة فستأخذان وقتاً في الإصلاح وسيبقى الشك ثائراً لفترة ليست بالقصيرة فما هو معنى الإنسان بدون دين !
- فإن تمم الله سبحانه وجاءت فكرة التواصل ..
فالقاعدة الثانية : ( تطويل مدة المِلْكة مَظِنَّةُ الخلاف )
من واقع تجربة ومن خبرة سؤال أهل الخبرة لا أنصح بأن تمتد فترة الخطوبة أكثر من ثلاثة
أشهر وهي كثيرة .. فكلما اقترب الموعد كلما كانت فرص حدوث المشاكل أقل .. والعبرة في هذه الفترة توطيد المحبة لا غير .
- فإن جاءت فكرة الاتصالات ..
فالقاعدة : ( قلل اتصالاتك وكثف فيها الأمان والحب )
لا أُقِرّ التواصل ( المكثف ) بأي وسيلة من وسائل الاتصال ( هاتف – إيميل – ماسينجر برامج التحادث .. ) بأي وسيلة .. ويكفي أن تنحصر في اتصالات كأصابع اليد الواحدة ولا أثبت – تعميما – فشلها فقد تجد مخطوبين ( حسب عُرف الناس ) يجيدان التواصل غير أنهما أقل من القليل .. لكن الغالب لا يُحسن استثمار هذا النوع من الاتصال .. فلا يخلو من فضفضة أنثوية تورث شكاً لا ينتهي كأن تتحدث عن ماضيها ولا تخلو من شاب – جاهل - إما يتحدث عن موقف يُساء فهمه فيورث هذا الموقف انطباعا ( أوليا ) يبقى راسخا ويعسر تغييره وتنطلق ردود الفعل من خلاله ..
* وحديثي عن التواصل ذو شجون .. فله أخطاء ووصايا وقواعد .. يجب أن تُراعى جداً ومنها :
أ. ( رَسِّخِ الحب واضمن الطاعة ) وذلك بأن تجعل وقت الاتصال بسيطاً مغرقا بالمشاعر والمشاعر فقط لأن الطاعة هي نتاج المحبة فلا يُبدأ بالأوامر قبل ترسيخ الحب في القلب ..
ب. ( احذر من الحديث عن تفاصيل الحياة واكتف بالمجمل ) من الأخطاء العظيمة أن ترسم في هذه اللحظات لشريكة حياتك خطوطاً ومسيرة ونظام الحياة الجديدة فأنت أول شخص سيخترقها بعد الزواج !
أقصد ليس من المناسب أن تجعل حديثك فقط عما تريد وما لا تريد فهذه المرحلة قد تجاملك الزوجة أو توافق مبدئيا لكنها ستشعر بشيء من القهر أن الحياة مبنية على أوامر .. فقط عزز شعورها بالأمان وأنك ستحمل مسئوليتها بكفاءة .. ستوفر لها حياة مطمئنة حسب إمكانياتك ( المحدودة ) فلا تعدها بقصر وأنت لا تملك سيارة وعلى هذا فَقِسْ!
ج. ( إياك والحديث عن الجنس ! الجنس بعد الزواج قولاً وفعلاً ) من أبشع الأخطاء العظيمة الحديث عن ( الجنس ) فهي توحي للأنثى بحياة جنسية ولا أرى هذا النوع من الحديث يليق بحديثي عهد باقتران .. فستقع من عينها أيها الشاب ولو تواصلت معك مجاملةً فالجنس عند المرأة ليس أول اهتماماتها أول اهتماماتها (الحب والاهتمام والتقدير ) فإن عززت هذا الجانب ستعطيك كل كل احتياجاتك النفسية والغذائية والجنسية والجنس رعاك الله يبقى حاجة ليست ليس أولوية عالية كما يراها الرجل فالرجل ربما يُعبر عن الحب بالجنس لأن له قيمة قد تكون عالية نوعاً ما وهي غريزة فطرية لله فيها حكمة من استخلاف ابن آدم في الأرض كما أن له عندنا كمسلمين حكمة خاصة من تكثير سواد المسلمين فاحذر أخي الخاطب .. من تكثيف الحديث عن الجنس .. بل لا تجعل له في حديثك شيئا فستكبر في عينها وستراك مهذباً وستشيد بها لاسيما بعد الزواج وإن فتح لك من الأنثى فسيفتح لك من باب ( الخوف في ليلة الدخلة تلميحاًَ ) فلا تزد على قولك : أغلب الإناث في العالم حسب إحصائيات مدروسة لم يشعرن بآلامها ولا تعد لديهن مشكلة .. وهنا توقف واقفز لنقطة أخرى .
* ومن الرسائل التي جاءتني على الإيميل أن شابا أهدى لمخطوبته كتاباً يُتحدث فيه عن الجنس ليس ثقافة جنسية راقية – حديثي ليس عن هذا – لكن يتحدث بتهييج عن أوضاع الجماع بالصور ! فأقول هذا النوع من الكتب لا تجوز قراءته لاسيما أن المغزى منه التهييج فقارئه يشعر بفوران جنسي يعسر إطفاؤه فلا سبيل إلى تفريغه إلا بمحرم وهو العادة السرية وما أفضى لمحرم فهو محرم ؛ فلا تجوز قراءته ولا بيعه ولا إهداؤه ؛ وبعض الأزواج يثير زوجته بالهاتف وهذا خطأ فاحش جدا وقع فيه الكثير بل حتى من أهل الصلاح فيلبس عليه بأنها حلال له ! والخطورة تكون فيه من جهة الأنثى أكثر من الرجل.
وقل مثل هذا في المواقع وغيرها .. بل بمثل هذه الإهداءات ستنحرف المخطوبة ولربما بحثت في المواقع عن هذا وستنجر بدون شعور للإباحيات صوتا وصورة فلا تدخل بها بيتك إلا وقد أصبحت منحرفة ومن اعتاد الجنس المحرم مشاهدة ومتابعة فالخروج منه عسير جدا. والقاعدة – كما سبق - : (الجنس بعد الزواج قولاً وفعلاً ( ولعل الله يطيل في العمر وأفرد في هذا مقالاً يفيد في ليلة الدخلة وما بعد الزواج بأسلوب راقٍ يفيد من أراد الفائدة والخلاصة : لا تكن جنسياً أيها الرجل فالمرأة لا تحب الجنسي الهائج بل العاطفي ! والدليل انظر إلى أغلب أسباب انحراف الفتيات في سن المراهقة تجد أنه ليس العطش الجنسي بل العطش العاطفي ..
- قاعدة : ( احذرا الحديث عن الماضي ) مواقف ؛ مشاكسات ؛ اللعب مع الجنس الآخر علاقات سابقة .. فليس له ثمرة البتة وأنتما أبناء اليوم .. فالمواقف البئيسة الماضية لاسيما المنحرف منها سَيُكَوِّن قاعدة بيانات لدى الآخر وسيحكم عليك منها ويسير معك من خلالها .. وهيهات ظلمات الحياة بعد ذلك .
- قاعدة : ( رضا رب البرية سر السعادة الزوجية ) أخبرها أن بيتك فقط سيبنى على الطاعة فلا تدخل في بيتك ( قنوات العري ) بل خذ قنوات هادفة ( المجد – رسيفر الأسرة - .. وغيرها ) وأنا شخصيا لدي في بيتي ريسيفر الفلك .. فما أحلى البيت الطاهر .. ! فكل حسنة لك وكل سيئة في بيتك عليك ..
- قاعدة : ( مديحك للشخص سبب لكرهه عند الآخر ) لا تكثران من مدح أحد الأقرباء أو المعلمين والمعلمات فمن تمدحه في هذه الفترة فاعرفا أنه أول ( مكروه ) وموضوع في ( القائمة السوداء ) !
لدى شريك الحياة لأن حب التملك ناره مشتعلة فلا يحب الآخر أن يكون في قلبه سوى شريكه فمتى شعر أن هناك شخص ممدوح فهو أول الأعداء – غالبا- ! فلا تعبثا بغيرة الشريك .
- لا بأس أن تعط الفتاة بجملة سريعة عن وضعك المادي الحقيقي بعد الزواج ( أنا والله عندي ديون في بداية حياتي سأحاول أنها ما تؤثر علينا قدر المستطاع ) وتوقف .. هي ستفهم – إن كانت عاقلة – وستأخذ تصوراً تبني عليه تصرفاتها .
- قاعدة
أيتها الفتاة بمهاراتك تسحرين زوجك) فترة الخطوبة للفتاة لا تعني التفرغ للعواطف بل اشحذي مهاراتك فن التعامل/ الثقافة العامة / تعلم فنون طهي بقدر المستطاع ( املئي بطنه طعاما يملأ جيبك مالاً ) .
- أوصيكما بقراءة كتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهرة ؛ مترجم لكاتب غربي: د.جون غراي .. من إصدارات جرير .. من أروع ما قرأت .
- فرغا سجودكما للدعاء بالتوفيق حتى اللقاء .. ومن أحسن النية كان لله منه الكرم والجود والسعادة والعون .. والله وحده المستعان ..
في الجعبة الكثير .. لكن لعل الموجود في الموجود بركة .. وإن طال الكلام قلت الفائدة ..
( أيها الزوجين ) هي كلمات متواضعة أعدها خطوطاً عريضة ولا أريدها أن تطول ..
لكن أسأل الله لكما التوفيق والسعادة والنجاح ..
إن رأيتما النفع والفائدة منها فدعوة صالحة لمن كتبها ..