نقلا عن مفكره الاسلام
الحرب على النقابمفكرة الإسلام: في عام 1980 كانت هناك حملة مكثفة للهجوم على ظاهرة عودة المرأة المصرية إلى الالتزام بالزي الشرعي الذي حددته العقيدة الإسلامية لها وهو – في حده الأدنى – الزي الذي لا يُظهر منها سوى الوجه والكفان.
كانت الحملة شديدة ومليئة بالمغالطات أو عدم الفهم.. وكان مصطلحا الـ(سفور) و(حجاب) عند من بدءوا الحملة على حجاب المرأة المسلمة أيام صفية زغلول وهدى شعراوي لا يعنيان المعنى الذي تُداول في تلك حملة الثمانيات.
فمعنى (سفور) هو كشف الوجه فقط، ومعنى (حجاب) هو الإسدال الكامل لبدن المرأة – أي ستر الوجه ضمنا – (..).
لكن كلمة (السفور) تبدلت بغياب الوعي لتعني الأحقية في ارتداء العاري حتى لباس البحر المسمى بالبكيني. وأصبحت كلمة (محجبة) تطلق على كل من ارتدت غطاء الشعر، ولو مع (الجينز) الملتصق. واخترعوا كلمة (منتقبة) لتعني التي تحجب وجهها).
ثم مع بداية القرن الجديد خرج رأي جديد، وهو أن النقاب وتغطية المرأة وجهها صار بدعة، أو أمر جاهلي ليس من الدين من شيء، بل منهم من عده معصية أشد من معصية السفور والتبرج نفسه، إنها حملات تلو أخرى وغارة وراء أختها والله غالب على أمره رغم كره الكارهين ومكر الماكرين..
أسباب انتشار النقاب في مصرمفكرة الإسلام: اختفى الحجاب من مصر تدريجيًّا مع دعوة تحرير المرأة، وزاد انحساره بعد قيام ثورة يوليو، وفي الستينات والسبعينات لم يعد له أثر، فكانت المرأة المصرية في تلك الحقبة تسير على خطى المرأة الغربية في ملبسها ومخبرها أيضًا، وعلى أيدي فتيات الصحوة الإسلامية في أواخر السبعينات عاد الحجاب مرة أخرى وعلى استحياء ظهر النقاب أيضًا.
كان لتلك العودة ردة فعل مختلفة الأبعاد بين مؤيد ومعارض، وساخط ومرحب، ولكن التيار الجديد اكتسح؛ حتى صار الحجاب بأشكاله المتعددة هو السائد، وزاد عدد المنتقبات، في بداية الأمر كانت الفتاة المنتقبة هي فتاة جامعية، وناشطة إسلامية في مجال الدعوة، وكانت تجتهد ليوافق سلوكها مظهرها، ويصبح الالتزام الديني حجر الأساس في حياتها ككل، وانتشر وقتها شعار (الإسلام منهج حياة).
اليوم وبعد مرور نحو 30 عامًا على عودة النقاب ليغطي الوجوه المصرية مرة أخرى؛ نلاحظ زيادة كبيرة جدًّا وغير متوقعة في الإقبال على ارتدائه، مع اختلافات كثيرة في الصورة العامة عن بداياتها.
بالطبع فإن (الدافع الديني) هو السبب الرئيس لزيادة انتشار النقاب، وخاصة مع بث القنوات الدينية عبر الفضائيات، وظهور العديد من الدعاة المؤثرين، والذين صاروا هم قادة الرأي الحقيقيين وخاصة بالنسبة للمرأة، ولأن التليفزيون يصل لكل مكان؛ فقد أصبحنا نشاهد النقاب في القرى والنجوع، وفي كل المستويات التعليمية والاقتصادية، كذلك فإن التقارب والتواصل المستمر مع المجتمع السعودي من خلال الحج والعمرة، والسفر للعمل؛ أيضًا كان له دور بارز في التأثر بنموذج المرأة السعودية.
لكن السلوك الإنساني أكثر تعقيدًا من أن يتغير بفعل مؤثر واحد فقط، فهناك مؤثرات أخري، وإن كانت ثانوية، وتظهر في بعض الحالات دون غيرها؛ إلا أنها تعزز وتعضد السلوك، وتجعله يتزايد، كما أن التطبيق في حد ذاته يفرز أثارًا لا يمكن إغفالها.
السبب الأول: ظهور الجيل الثاني من بنات الصحوة الإسلامية.ثلاثون عامًا كفيلة بظهور جيل جديد تربى في بيوت ملتزمة، فتيات السبعينات صرن أمهات لبنات في سن الشباب، وهؤلاء البنات سرن على خطى أمهاتهن، كانت الأرض معبدة والطريق ممهد أمام بنات الجيل الجديد، اللائي تفتحت عيونهن على رؤية النقاب يغطي وجوه الأم والخالة والعمة، وصار بالنسبة لهن تحصيل حاصل، وكذلك زوجات الأبناء الشباب، وهناك الكثير من الأسر المصرية الملتزمة حاليًا النقاب فيها هو القاعدة.
السبب الثاني: الهيبة والمكانة التي يمنحها النقاب.بشكل تلقائي تعامل المرأة المنتقبة بالمزيد من الاحترام والتقدير، ويمنحها مكانة وهيبة تحفز غيرها على ارتدائه.
السبب الثالث: الاستجابة لرغبة الزوج.حالات كثيرة تم ارتداء النقاب استجابة لرغبة الزوج، الذي يشعر أنه يقوم بحماية زائدة لزوجته، ويحافظ على خصوصيتها، وهي تستجيب لطلبه بسعادة، وتعتبره دليلًا على الحب والحماية.
السبب الرابع: تزايد الميل للاستقرار في البيت.فشل المشروع العلماني في مصر، ولم تعد المرأة راغبة وحريصة على الوظيفة الحكومية، لأسباب عديدة: منها قلة فرص العمل، وضعف الأجور، وتمزقها بين العمل والبيت؛ ولذلك تزايد ميل الفتيات للاستقرار في البيت، وممارسة دورها الفطري كزوجة وأم وربة بيت، وخاصة بعد المعاناة والمهانة التي شهدتها الأجيال السابقة من العاملات، وبالتالي صار ارتداء النقاب يحمل في طياته اختيارها الجديد.
بالطبع هناك أسباب أخرى أقل أهمية، ويمكن القول أن المجتمع النسائي أعيد تشكيله وفقًا للحجاب، وأصبحت كل الخدمات المرتبطة بالمرأة تراعي ذلك (مصففات شعر للنساء فقط، قاعات أفراح منفصلة، محلات ملابس للمحجبات، أماكن ترفيه وشواطئ للمحجبات).
انتشار الحجاب والنقاب ظاهرة صحية محمودة بلاشك، ولكن مثل كل الظواهر الاجتماعية حين تتسع بشدة، وتنتشر في كافة الطبقات والمستويات؛ فإن هناك بعضًا من مظاهر الضعف تتسلل إليها، لعل أهمها أن يتحول الحجاب من عبادة إلى عادة.
ولتلافي ذلك يجب أن تتذكر المرأة دائمًا أن تغيير المظهر يسير، والأصعب هو مراقبة السلوكيات، والحرص على أن تتوافق دائمًا مع تعاليم الشريعة، والحمد لله الذي هدى المسلمات للالتزام بالزي الإسلامي، وبقي أن نتذكر جميعًا شعارنا الأول (الإسلام منهج حياة).
الحجاب الشرعي[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مفكرة الإسلام: لاشك أن المرأة قد نهيت عن إبداء زينتها إلا لمحارمها، قال الله تعالى: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ} إلى قوله {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء}، ومعلوم أن وجه المرأة هو محل الزينة، وهو مجمع المحاسن، وإذا أسفرت عن وجهها حصلت الفتنة غالبًا بالنظر إليها، وإذا لم يكن الوجه من الزينة فما المراد بالزينة التي تسترها عن غير المحارم؟ هل يقال إن الزينة هو الشعر؟ أو أن الزينة هي اليدان؟ أو أن الزينة هو الصدر، أو الظهر، أو الساق، ونحو ذلك؟ فالله تعالى أمرها بأن تستر زينتها، إلا لمحارمها، ومعلوم أنها لا تبدي لمحارمها باطن جسمها، كفخذها أو إليتها ونحو ذلك، فعلم أن المراد بالزينة الوجه الذي هو محل الزينة ومجمع المحاسن.
وقد أمر الله بستر فتحة الجيب بقوله تعالى: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}، وذلك دليل على أن المرأة المسلمة تستر رأسها بالخمار، الذي يغطي رأسها، ثم تسدله على وجهها حتى يستر فتحة جيبها، فإن هذا هو مقتضى الضرب، أن تضرب بخمارها أي تدليه من رأسها ليستر الوجه، وليستر الجيب، وليس الفتنة بالجيب أشد من الفتنة بالوجه الذي هو مجمع المحاسن.كذلك قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ}(59) سورة الأحزاب. ، والجلباب هو الرداء الذي تلتف به وتلتحف به، فتستر به جسمها ووجها وظهرها وصدرها وجميع بدنها، فإذا فعلت ذلك عرفت بالعفاف وبالبعد عن المحرمات، وذلك معنى قوله تعالى: {ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ}، يعرفها من رآها أنها متعففة بعيدة عن فعل الفاحشة أو الميل إليها، وقد نهى الله تعالى النساء عن الخضوع بالقول في قوله: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} (32) سورة الأحزاب، والخضوع معناه رقة الكلام الذين يكون فيه سبب لطمع المرضى بمرض الشهوة، هكذا جاءت هذه الأدلة من القرآن.
وأما قوله تعالى{وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا} (31) سورة النــور، فإن المراد ظاهر الزينة وهو اللباس، فإنها في الأصل هي الزينة، كما في قول الله تعالى{يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} (31) سورة الأعراف، أي لباسكم، وجاءت السنة بالحث على التستر، ولما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإخراج النساء لصلاة العيد قالت له إحدى النساء: إحدانا لا تجد جلبابًا، فقال: "لتلبسها صاحبتها من جلبابها"، هكذا حث على التستر لخروج المرأة للصلاة ونحوها، ولما أذن للنساء بالصلاة في المسجد قال: "وليخرجن تفلات" أي غير مبتذلات ولا متبرجات.
والتبرج قد نهى الله عنه في قوله تعالى: {غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ} (60) سورة النــور، وذكرت عائشة رضي الله عنها أن نساء من المؤمنات يشهدن صلاة الفجر مع النبي صلى الله عليه وسلم متلفاف بمروطهن، المرط: هو الكساء الذي تلبسه على رأسها، فمعناه أنهن يصلين متلففات أو متلفعات، يعني قد يسترن جميع أبدانهن بهذه المروط التي هي الأكسية، ولو كن يكشفن الوجوه ونحوها ما ذكرت أنهن متلففات أو متلفعات.
وفي حديث محظورات الإحرام قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ولا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين"، والنقاب هو الستر الذي يفصل على وجه المرأة، ويسمى البرقع، وفيه نقوب بحذاء العينين تنظر منهما المرأة، منعها من لبسه في الإحرام، وهذا دليل على أن لبسه معتاد في غير الإحرام، فقد كان النساء في الجاهلية وفي الإسلام يلبسن النقاب، ولا يتركنه أمام الرجال الأجانب.
هكذا تدل هذه النصوص على وجوب ستر المرأة وجهها بالنقاب والخمار وما أشبهه، وقال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ}: (إن على المرأة أن تستر نفسها بالخمار أو الجلباب، وتبدي عينًا واحدة تنظر بها الطريق)، فهذا كله يدل على أن ستر الوجه كان معمولاً به في الإسلام، وإنما الجاهلية قد يتساهلون بذلك، كما قال تعالى{وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى} (33) سورة الأحزاب .
ولما كثر مجيء النصارى إلى البلاد الإسلامية، وأمروا نساءهم بكشف الوجوه، خيل إلى من يعظمهم أن هذا من التقدم، وأن التشبه بهم فيه ترفع عن العادات القديمة، فاعتقدوا أن النقاب والخمار واللثام والجلباب أمور تقليدية ليست من الإسلام، فحملوا على النساء، وألزموهن بنزع الخمار ونزع الحجاب، الذي أمر الله به نساء المؤمنات في قوله تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ} (53) سورة الأحزاب، فالحجاب هو ستر المرأة نفسها، وبالأخص محاسنها، لئلا تحصل الفتنة، فإن النظر إلى المرأة في حال تكشفها سبب لانتشار الفواحش وتمكنها، ولذلك أمر النساء والرجال بغض البصر، في قوله: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} (30) سورة النــور، ثم قال: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} (31) سورة النــور ، هكذا جاء الإسلام بإبعاد المرأة عن الفتنة وعن وسائلها وأسبابها، حتى روي عن فاطمة رضي الله عنها قالت: (خير ما للمرأة ألا ترى الرجال ولا يراها الرجال).
أقوال أهل العلم في النقاب:وإن كان هذا هو قول بعض أهل العلم المعاصرين فإن علماء السلف قد اختلفوا في وجوبه: فمن قائل بالوجوب، وهذا قول الأحناف فقد جاء في (الدر المختار): "يعزر المولى عبده، والزوج زوجته، على تركها الزينة، أو كلمة ليسمعها أجنبي، أو كشفت وجهها لغير المحرم".
وجاء فيه قول الطحاوي: "وتمنع المرأة الشابة من كشف الوجه بين الرجال لا لأنه عورة، بل لخوف الفتنة كمسه، وإن أُمن الفتنة لأنه أغلظ".
وقال ابن عابدين في (شرح المنتقى): "تمنع من الكشف لخوف أن يرى الرجال وجهها فتقع الفتنة".
وفي (المنتقى): "تمنع الشابة من كشف وجهها؛ لئلا يؤدي إلى الفتنة، وفي زماننا المنع واجب، بل فرض لغلبة الفساد".
المذهب المالكي:قال العلامة صالح عبد السميع الآبي الأزهري في (جواهر الإكليل): "وعورة الحرة مع رجل أجنبي مسلم جميع جسدها إلا الوجه والكفين؛ فإن خيفت الفتنة فمشهور المذهب وجوب سترها".
ويقول الشيخ أحمد الدردير في أقرب المسالك إلى مذهب مالك: "يجب عليها سترهما أي الوجه والكفين لخوف الفتنة".
وقال القاضي أبو بكر بن العربي -رحمه الله-: "والمرأة كلها عورة، بدنها وصوتها فلا يجوز كشف ذلك إلا لضرورة أو لحاجة: كالشهادة، أو داء يكون ببدنها".
المذهب الشافعي:قال العلامة تقي الدين السبكي -رحمه الله-: "إن الأقرب إلى صنع الأصحاب أن وجهها وكفيها عورة في النظر لا في الصلاة، ورجح الغزالي في الإحياء أن كشف وجه المرأة للأجنبي حرام، وأن نهي الأجنبية عنه واجب".
قال الزبيدي -رحمه الله-: "قوله لها في تلك الحالة: لا تكشفي وجهك، أي استري وجهك: واجب، أو مباح، أو حرام؛ لا يخلو من أحد ثلاثة، فإن قلتم: إنه واجب فهو الفرض المطلوب، ولأن الكشف معصية، والنهي عن المعصية حق".
المذهب الحنبلي:نقل العلامة ابن مفلح عن شيخ الإسلام قوله: "وكشف النساء وجوههن بحيث يراهن الرجال الأجانب غير جائز".
وقال ابن قدامة: "لا يختلف المذهب في أنه يجوز كشف وجهها في الصلاة، وأنه ليس لها كشف ما عدا وجهها وكفيها" إلى أن قال: "وقال بعض أصحابنا: المرأة كلها عورة لحديث: المرأة عورة".
وقال ابن عمر الشيباني: "الحرة البالغة كلها عورة في الصلاة إلا وجهها، والوجه والكفين من الحرة البالغة عورة خارج الصلاة باعتبار النظر كبقية بدنها".
فهذه آراء أصحاب المذاهب الأربعة وأقوال أهل العلم في حكم تغطية وجه المرأة، وهو عندهم إما واجبًا أو مستحبًا لا يخرج عن ذلك أبدًا.
النقاب قبل الإسلام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مفكرة الإسلام: يظن بعض الناس أن حجاب المرأة والأمر بستر جسدها بدعة إسلامية! وأسوأ منهم نفر يدعون أنها عادة جاهلية، وما درى هؤلاء أن الحجاب فضيلة أوجبتها الشرائع السماوية الكبرى قبل الإسلام.. فالشرائع السماوية جميعها اتفقت على الدعوة إلى المكارم وأسباب العفة، ومن ذلك الأمر بالحجاب، فالله قد خلق الزوجين الذكر والأنثى، وجعل بينهما ميلاً طبعياً فطرياً كان سبباً في بقاء الجنس البشري على مر القرون، ولم يزل جسد المرأة سبب فتنة وإثارة لمشاعر الرجال منذ قديم الأزمان، وكثير من الرجال يستفزهم أدنى ميل وتحرك كوامن نفوسهم أقل حركة بخلاف النساء، ولذا كان من الموافق للعقل والحكمة أمر النساء بالستر والحجاب والحشمة، ومن أمعن النظر في سر التشريع علم إعجازه وأيقن أن أمر النساء بالحجاب هو العدل والحكمة من وجوه كثيرة لايتسع لها هذا المقام.
ولهذا جاءت الشرائع الربانية جميعها حاضة على الحجاب آمرة به، وذلك لأن من مقاصدها حفظ النسل والعرض، وهو مقتضى العقل وراجح المصلحة.
أما الشريعة الإسلامية فمشروعية الحجاب فيها أظهر من يستدل عليه مسلم، وإنما وقع الخلاف بين الفقهاء في تغطية الوجه هل هو واجب أم مستحب؟، غير أنه نبتت نابتة في هذه الأعصار زعمت أنه بدعة، والحق أن هذا القول هو البدعة النكراء، وعموم قول الله عز وجل: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً) يدل على وجب تغطية المرأة وجهها، فقوله عليهن تشمل إشارة الضمير المتصل جميع البدن دون استثناء، والجلباب قد يطلق في لغة العرب على ما يغطي جمع بدن المرأة، ولهذا جاء في الحديث الصحيح عند سعيد بن منصور وغيره عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "تسدل المرأة جلبابها من فوق رأسها على وجهها" وذلك في الحج حيث نهيت أن تنتقب فيه، والنهي عن النقاب في الحج يدل على مشروعيته في غير الحج، وحديث عائشة يدل على أن النقاب للمرأة في الحج كالثياب للرجل فيه..ومسألة وجوب تغطية الوجه خلافية مشهورة بحثها كثير من أهل العلم، لكن جميعهم مطبق على ندب المرأة له في غير الحج.
ويحارب اليوم تشريع الحجاب حفنة من العلمانيين المحدثين المقلدين لبعض الفراعنة وعبدة الأوثان من الرومان في عصورهم الوسطى ومن نحى نحوهم من عبدة النزوات، وأرباب الشهوات.. وإن تسربل بعضهم بسربال الإسلام ولبس أثواب الشريعة.
أما الرومان أول دولتهم فقد كانت فيهم بقية من آثار النبوة لصلة فلاسفتهم المتقدمين بأرض العراق والشام مهد النبوات، "فأساطين الفلسفة كفيثاغورث وسقراط وأفلاطون قدموا الشام وتعلموا الحكمة من لقمان وأصحاب داود وسليمان" (1)، وأما آخر دولتهم فقد تأثرت بالديانة النصرانية، ولهذا تُظهر بعض التماثيل والمجسمات في بعض عصور الدولة الرومانية المرأة فيما يشبه الحجاب.
وإذا رجعنا إلى الوراء وجدنا أن الحجاب الشرعي قد جاء الأمر به منذ عهد أبينا إبراهيم عليه السلام، وهذا مثبت في كتب القوم التي يقدسونها وهي بين أيدي الناس اليوم لا تزال فيها بقايا من تلك التشريعات، ففي سفر التكوين الإصحاح العشرين [16]: " قال لسارة إني قد أعطيت أخاك ألفاً من الفضة.. ها هو لك غطاء عينٍ، من جهة كل ما عندك، وعند كل واحد"، فهذا غطاء الوجه وضعته سارة وقد كان يغطي بدنها كله، وكانت تضعه عند كل أحد... وإن حاول تحريف المعنى بعض مشرعيهم ولاعجب.
وفي سفر التكوين أيضاً الإصحاح الرابع والعشرين [65] نبأ زواج نبي الله إسحاق برفقة، وفيه: "ورفعت رفقة عينيها فرأت إسحق فنزلت عن الجمل [24: 65] و قالت للعبد من هذا الرجل الماشي في الحقل للقائنا؟ فقال العبد: هو سيدي فأخذت البرقع وتغطت [24: 66] ثم حدث العبد إسحق بكل الأمور التي صنع [24: 67] فأدخلها إسحق إلى خباء سارة أمه وأخذ رفقة فصارت له زوجة وأحبها فتعزى إسحق بعد موت أمه"، والنقاب ورد ذكره ولبسهم له في غير موضع من سفر التكوين السابق ينظر مثلاً: [38:14] و [38:19].
وقد جاء في تلمود اليهود ذكر أشياء إن فعلتها المرأة تعدت التعاليم اليهودية فقالوا: "تخرج حاسرة الرأس، تغزل في السوق، تتحدث مع الجميع، .. (2).
وأما نسل إسماعيل عليه السلام فقد بقيت فيهم بعض آثار النبوة التي كان منها ستر المرأة الحرة الكريمة وجهها وصيانتها بدنها إلى عهد قريب من عهد البعثة، ولذلك تجد في شعر عنترة العبسي مثل قوله في قصيدته:
زارَ الخَيالُ خَيالُ عَبلَةَ في الكَرى *** لِمُتَيَّمٍ نَشوانَ مَحلولِ العُرى
قال في وصف ذلك الخيال:
وَكَشَفتُ بُرقُعَها فَأَشرَقَ وَجهُها *** حَتى أَعادَ اللَيلَ صُبحاً مُسفِرا
وفي قصيدته التي مطلعها:
فُؤادٌ لا يُسَلّيهِ المُدامُ *** وَجِسمٌ لا يُفارِقُهُ السَقامُ
قال:
لَها مِن تَحتِ بُرقُعِها عُيونٌ *** صِحاحٌ حَشوُ جَفنَيها سَقامُ
وله أيضاً:
جُفونُ العَذارى مِن خِلالِ البَراقِعِ *** أَحَدُّ مِنَ البيضِ الرِقاقِ القَواطِعِ
وفي معلقته قال:
إِن تُغدِفي دوني القِناعَ فَإِنَّني *** طَبٌّ بِأَخذِ الفارِسِ المُستَلئِمِ
وأغدفت المرأة قناعها، أي أرسلته على وجهها كما في جمهرة اللغة وغيرها.
ومن جيد مدحهن بالخصال قول الشَّنْفَرى:
لَقَد أَعجَبَتني لا سَقوطاً قِناعُها *** إِذا ما مَشَت وَلا بِذاتِ تَلَفُّتِ
وذكر القناع والمَقْنَع والمقْنَعة والبرقع واللثام والنقاب عند الجاهلين في الشعر مأثور معروف، فهذا الشأن عند أبناء إسماعيل حتى في عصور الجاهلية!
وأما أبناء إسحاق فقد ظل النقاب والحجاب ذو مكانة معروفة عندهم حتى النصارى منهم، فقد ظلوا يتمدحون به إلى أن بلغت الفتوح الإسلامية الشام، ولذلك تقول هند بنت النعمان بن المنذر وكانت نصرانية وقد أدركت الإسلام عجوزاً بعد فتح الشام لكنها بقيت على دين النصرانية تقول:
المجدُ وُالشرفُ الجسيم الأرفعُ *** لِصفيـةٍ في قومـها يتوقّـعُ
ذات الحجابِ لِغير يوم كريهةٍ *** ولَدى الهياجِ يحلّ عنها البرقعُ
ولا عجب فالكتاب المقدس عند النصارى حتى في عهدهم الجديد جاء فيه لبس النقاب صريحاً، ومن ذلك ما جاء في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس، الإصحاح الحادي عشر، وفيه: " كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغُطَّى، فَتَشِينُ رَأْسَهَا، لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ. [11: 6] الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى، فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ، فَلْتَتَغَطَّ".
وفيه أيضاً: "[11: 15] وَأَمَّا الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ تُرْخِي شَعْرَهَا فَهُوَ مَجْدٌ لَهَا، لأَنَّ الشَّعْرَ قَدْ أُعْطِيَ لَهَا عوضَ بُرْقُعٍ".. فالمرأة أعطيت الشعر زينة وأمرت بالبرقع سترة، ولا يزال العرف جار عند النصارى رغم تحريفهم معاني الكلم عن وجهه بعد تحريفهم كثيراً من الكلم من بعد مواضعه، رغم ذلك لا يزال غطاء الرأس شائعاً في كنائسهم ولاسيما الشرقية، ولا تزال بعض الراهبات يلبسن حجاباً كاملاً ساتراً لا تنقصه غير غطوة! وكذا شأن كثير من نساء النصارى من غير الراهبات في صلواتهن حتى الستينيات الماضية ولاتزال فيهن بقية إلى اليوم، وقد كان الخمار شائعاً بين النساء في الغرب حتى القرن السادس عشر، وظل إلى يوم الناس هذا بين كثير من الراهبات... ولا تزال تصاوير النصارى لمن يزعمونها أم المسيح مريم عليها السلام مشتملة على صورة امرأة قد سترت رأسها وجسدها، وإن صوروها حاسرة عن وجهها، فهل يجرؤون على إدانة ملبسها؟
ربما فعلت ذلك في مستقبل الأيام أمم تنكرت لأديانها وخالفت رسلها واتبعت شهواتها ورضيت بقيادة شرذمة من العلمانيين اللادينيين لها.. لكن ما نوقن به أنه لن تتبعها أبداً الثلة الطيبة المباركة المسلمة لا في تحريف شريعتها، ولا في ترك دينها، فلا تزال طائفة من هذه الأمة ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم أو خذلهم إلى أن تقوم الساعة، والله أسأل أن يجعلكم منهم.
الهوامش:
1- ينظر درء تعارض العقل والنقل لشيخ الإسلام ابن تيمية 7/80.
2- عن أحكام النساء في التلمود ص97، ترجمة د.ليلى أبو المجد، دار الثقافة الطبعة الأولى
أصداء الحملة على النقاب على المستوى الدوليمفكرة الإسلام: أثار قرار محمد الطنطاوي المتعلق بحظر النقاب داخل المؤسسات الأزهرية الكثير من الجدل واللغط داخل المجتمع المصري وخارجة بل تداعت أثار القرار حتى طالت المسلمين في البلاد الغربية.
فمن جانبها استغلت الجهات اليمينية المتطرفة في أوروبا قرار شيخ الأزهر لشن حملة جديدة ضد المسلمين، في مشهد يوحي أنها ليست ضد المسلمين لكنها ضد المتطرفين منهم.
حظر نقاب في المدارس
فقد أكدت وزيرة تكافؤ الفرص الإيطالية، مارا كارفانيا، أنها تنوي العمل من أجل استصدار قانون يفرض حظراً على ارتداء النقاب في المدارس الحكومية.
وقالت كارفانيا، على هامش مؤتمر في روما "أنا أتفق تماما مع إصدار قانون في إيطاليا يحظر ارتداء البرقع والنقاب باعتبارهما من رموز استعباد المرأة ويشكلان حاجزاً حقيقياً أمام سياسة الاندماج، كما أنهما ليسا من الرموز الدينية من قبيل الحجاب على سبيل المثال، ولكنهما يخفيان وراءهما قصصاًً لنساء حرمن من حقوقهن الأساسية، مثل التعليم أو الاستفادة من فرص العمل" حسب تعبيرها.
وأشارت الوزيرة الايطالية إلى أنها ستتكلم "مع زميلي وزيري الداخلي والتربية من أجل فرض حظر ارتداء البرقع والنقاب في المدارس، باعتبارها المركز الرئيسي للاندماج والتحرر، وقد يكون في هذا مؤشر هام" وفقاً لما نقلته وكالة "آكي" الإيطالية للأنباء عنها.
ورأت كارفانيا أنه "يجب أن نوضح للنساء اللواتي تأتين إلى بلدنا أننا نمتع المرأة بحقوق متساوية وكرامة متساوية مع الرجل، وأنه ليس هناك مجال لثقافة أو تقاليد أو ديانات ترمي إلى حصر المرأة في حالة من التبعية والدونية." بحسب (CNN).
وأضافت: "نحن على استعداد للترحيب بأولئك الذين يأتون إلى إيطاليا من أجل التكامل والذين يبدون استعداداً للالتزام بقواعدنا وقوانيننا ودستورنا، ولكن ليس هناك مجال للثقافات التي تنكر حقوق المرأة ، وتريد أن تردها إلى مرتبة القاصر في الحياة."
يأتي تصريح الوزيرة بعد أقل من أسبوع على استطلاع للرأي أجرته قناة "سكاي" الإخبارية حول النقاب، حيث أظهر الاستطلاع، المتعلق باقتراح رابطة الشمال سن قانون يقر باعتقال النساء المسلمات اللاتي ترتدين النقاب في الأماكن العامة في ايطاليا، أن 75 في المائة من المشاركين فيه يؤيدون سن هذا القانون.
وكشف الاستطلاع، الذي أجرته نشرة أخبار "سكاي" أن 25 في المائة ممن شاركوا فيه يعارضون مثل هذا القانون الذي يرغب به حزب أومبيرتو بوسّي.
يشار إلى "النعرات" ضد كل ما يتعلق بالمسلمات على وجه الخصوص، آخذة في التزايد في شمال إيطاليا، حيث قرر عمدة بلدة إيطالية بمنع المسلمات من السباحة بملابس البوركيني، بينما تقدم حزب يميني بمشروع قرار بمناهضة ارتداء البرقع، فيما تقدم حزب رابطة الشمال بمشروع لسن قانون يقر اعتقال المنقبات في الأماكن العامة.
اعتقال المنقباتعلى صعيد متصل تتزايد في شمال إيطاليا "النعرات" ضد كل ما يتعلق بالمسلمات على وجه الخصوص، فبعد قرار بلدة إيطالية بمنع المسلمات من السباحة بملابس البوركيني، وقرار حزب يميني بمناهضة ارتداء البرقع، هاهو حزب رابطة الشمال يتقدم بمشروع لسن قانون يقر اعتقال المنقبات في الأماكن العامة. ومؤخراً، وعلى قناة "سكاي" الإخبارية، ظهر استطلاع للرأي حول هذا القانون.
وأظهر الاستطلاع، المتعلق باقتراح رابطة الشمال سن قانون يقر باعتقال النساء المسلمات اللاتي ترتدين النقاب في الأماكن العامة في ايطاليا، أن 75 في المائة من المشاركين فيه يؤيدون سن هذا القانون. بحسب (CNN).
وكشف الاستطلاع، الذي أجرته نشرة أخبار "سكاي" أن 25 في المائة ممن شاركوا فيه يعارضون مثل هذا القانون الذي يرغب به حزب أومبيرتو بوسّي.
هذا وتسمح قناة (سكاي) الإخبارية لمن يرغب من مشاهديها يوميا بإبداء رأيه الخاص في أحد الأخبار الرئيسية عبر الرسائل الهاتفية القصيرة، ولا تمتلك استطلاعاتها هذه أية قيمة إحصائية، بل إنها مجرد جمع مفتوح للآراء لا يستند على فئة محددة ومعالجة علمياً، لذا فهو مجرد تعبير عن الرأي حول مواضيع الساعة، كما أفادت وكالة "أكي" الإيطالية للأنباء.
قال مسؤول في أحد التنظيمات اليمينية الإيطالية أنه أنشأ على موقع Facebook للتواصل الاجتماعي مجموعة خاصة لمناهضة ارتداء البرقع الإسلامي، فيما عزت رئيسة حركة يمينية أخرى الفضل في عودة الحديث عن الحجاب إلى عملية التحريض التي قامت بها.
فقد قال سكرتير حزب "اليمين" الإيطالي، ستيفانو أمبروزيتي، في أحد أحياء العاصمة روما إنه أنشأ موقعاً على Facebook لمناهضة ارتداء البرقع الإسلامي.
من ناحيتها، قالت رئيسة حركة "من أجل إيطاليا" دانييلا سانتانكي بشأن موضوع الحجاب إنه بعد تظاهرات ميلانو يتهيأ البرلمان أخيرا لسن قانون يستند على عرض سابق لها، وينص على منع الحجاب لا لأسباب أمنية وحسب، بل "لأنه يشكل إهانة غير مقبولة للنساء ولبلد متحضر."
وسبق ذلك، إعلان عمدة بلدة فارالو سيسيا في محافظة فيرتشيللي الواقعة أقصى الشمال الغربي، جان لوكا بونانو، بأن على المسلمات اللواتي يرتدين لباس السباحة الشرعي، المعروف باسم "البوركيني" معرضات لدفع غرامة تصل إلى 500 يورو إذا ما شوهدن وهن يسبحن في برك السباحة أو الأنهر في إيطاليا.
وقال عمدة البلدة، البرلماني عن رابطة الشمال والمعروف عنه معاداته للمهاجرين: "إن رؤية 'نساء مقنعات' قد يزعج الأطفال الصغار، ناهيك عن مشاكل صحية عامة."
تجريم ارتداء البرقع والنقابكما أعلنت عضو مجلس الشيوخ البلجيكي ورئيس كتلة الحركة الإصلاحية فيه كريستيان دو فرانيه عن تقديم مشروع قانون يجرم ارتداء البرقع الأفغاني أو النقاب السعودي في بلجيكا.
وأضافت البرلمانية البلجيكية في تصريحات لها الخميس، بأن اقتراح مشروع القانون هذا يأتي حرصاً على السلامة العامة واحتراماً لقيم المجتمع، مشيرة إلى أن القانون يجب أن يتضمن نصوصاً تعاقب من يرتدي أي لباس يعيق عملية تعريفه أو تحديد هويته في الأماكن العامة والهيئات الحكومية، خاصة الأزياء التي تغطي الوجه كلياً أو جزئياً كالبرقع أو النقاب.
وينص اقتراح القانون المقدم على عدة فرض عقوبات تبدأ بفرض غرامة تتراوح بين 15 و25 يورو لتنتهي بالسجن لفترة تتفاوت بين يوم واحد وسبعة أيام، وفقاً لوكالة الأنباء الإيطالية "آكي."
ويترك القانون، الذي لم يتم التصويت عليه بعد، الحرية للسلطات المختصة بفرض عقوبة واحدة أو عدة عقوبات، بحسب تعبير دو فرانيه، التي أعربت عن تفاؤلها بإمكانية التصويت على الاقتراح قريباً على أساس "الدعم" الذي تتمتع به من قبل مدير مركز تكافؤ الفرص وبعض المفكرين في البلاد وكذلك بعض نواب التيار الديمقراطي. بحسب (CNN).
وأعادت دوفرانيه إلى الأذهان ما جاء في عدة مناقشات عامة دارت في بلجيكا مؤخراً، أكد خلالها كثير من المفكرين والنواب أن منع ارتداء النقاب والبرقع أمر يتعلق بالسلامة العامة والتماسك الاجتماعي والعيش المشترك في البلاد.
وتذكر عضو مجلس الشيوخ البلجيكي بأن ارتداء البرقع أو النقاب ليس أمراً دينياً، "لم يتحدث القرآن عن هذه الأمور"، بحسب تعبيرها، مشيرة إلى أن رفض هذا النوع من الأزياء لا يعني رفض الإسلام بوصفه ديناً، ولكنه رفض لخط سياسي متطرف يقوم على عزل الآخر عن المجتمع أو حتى عزل الذات.
ويذكر بأن مشروع القانون المقترح اليوم جاء مكملاً لنص قانوني طرحته الحركة الإصلاحية نهاية عام 2004، بهدف تعميم التعليمات المعمول بها في بعض البلديات حيث تقطن أغلبية مسلمة، ويمنع فيها ارتداء أي زي يخفي هوية الأشخاص في المؤسسات العامة والهيئات الحكومية، إلا بناء على إذن خاص من عمدة البلدية المعنية.
رسالة إلى فتاة النقاب[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مفكرة الإسلام: إلى الفتاة التي جَسدت معنى الحياء في زمن الغربة والوحشة، وسط الواقع المؤلم، والذي يدعو فيه الكثير من الدعاة على أبواب جهنم إلى الرذيلة.
قال -صلى الله عليه وسلم-: «الْحَيَاءُ مِنْ الإِيمَانِ وَالإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ» [رواه الترمذي، وصححه الألباني]، فقلة الكلمات وعظمة الموقف منك يا صاحبة الفطرة الطيبة... يا حديثة السن؛ لقنتْ الناس جميعًا درسًا في الحياء، ولكِ الأسوة والقدوة في هذه المرأة السوداء التي كان ابن عباس -رضي الله عنهما- يخبر: ألا أريكم امرأة من أهل الجنة؟! جاءت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تشتكي أنها تصرع، وتطلب منه أن يدعو الله لها ألا تصرع؛ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ"، فَقَالَتْ: "أَصْبِرُ". فَقَالَتْ: "إِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لا أَتَكَشَّفَ"، فَدَعَا لَهَا » [متفق عليه].
ويحكي أحد العلماء يقول: "أنه كان في سفر إلى الدمام قبل سنوات، وإذ بسيارة واقفة على اليسار، ثم فتح الباب الأيسر وسارت المرأة نحو الشارع الرئيس عند غروب الشمس فلطمتها سيارة كانت تسير بسرعة، فلم أرَ إلا عباءة في السماء، ثم سقطت على الأرض، ووقفتُ ومن معي فإذا بالمرأة تمسك بعباءتها وتلبس جوربًا في قدميها وسروالاً طويلاً؛ فحفظها الله وسترها؛ فلم يُرَ شيء منها، فأنعم بها من خاتمة حسنة".
يا حفيدة أمهات المؤمنين.. يا أخت سمية وأسماء... ففي دفاعك البريء، وتمسكك بحجابك في براءة وطهر إغاظة للذين يريدون تمزيق الحجاب حتى تقع المسلمة في مستنقع الرذيلة، وتطوي بساط الفضيلة.
فهو درس في الولاء والبراء؛ الولاء لأمهات المؤمنين، والبراء من أمثال: "غلادستون" رئيس وزراء بريطانيا الأسبق القائل: "لن يستقيم حالنا في الشرق ما لم يرفع الحجاب عن وجه المرأة، ويُغطى به القرآن"!!
وهو القائل -أخزاه الله-: "ما دام هذا القرآن موجودًا في أيدي المسلمين فلن تستطيع أوروبا السيطرة على الشرق، ولا أن تكون هي نفسها في أمان".
إلى فتاة النقاب:إن موقفك هذا درس يعلن للدنيا بأجمعها: أن التمسك بالمبادئ والدفاع عن العقائد من أعظم أسباب الانتصار في ميدان النزال بين الحق والباطل.
ولستِ بأول من سن هذه السنة، بل رفقائك على الطريق كثيرون: فهذا الغلام الذي ضحى بنفسه؛ ليعلن عن مبادئه وعقائده، فقد قال للملك: "ما أنت بقاتلي ولكن إذا أردت أن تقتلني فخذ سهمًا من كنانتي وقل: بسم الله رب الغلام فإنك قاتلي... ".
الله أكبر... ما أعظمه من درس.. فآمن الناس جميعًا!
فقال جليس الملك: "هذا والله ما كنت تحذر"!
لست وحدك على الطريقوهذا الشاب المسلم الذي يعتز بدينه لقن "موشى ديان" درسًا: "لقي وزير الدفاع الإسرائيلي في إحدى جولاته شابًا مؤمنـًا في مجموعة من الشباب في حي من أحياء قرية عربية باسلة، فصافحهم بخبث يهودي غادر غير أن الشاب المؤمن أبى أن يصافحه، وقال له: "أنتم أعداء أمتنا تحتلون أرضنا وتسلبون حريتنا، ولكن يوم الخلاص منكم لابد آت -بإذن الله- لتتحقق نبوءة الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم-: «لتقاتلن اليهود أنتم شرقي النهر وهم غربيه»(2).
فابتسم "ديان" الماكر، وقال: "حقـًا، سيأتي يوم نخرج فيه من هذه الأرض، وهذه نبوءة نجد لها في كتابنا أصلاً... ولكن متى؟"، واستطرد اليهودي الخبيث قائلاً: "إذا قام فيكم شعب يعتز بتراثه، ويحترم دينه، ويقدر قيمه الحضارية... وإذا قام فينا شعب يرفض تراثه، ويتنكر لتاريخه، عندها تقوم لكم قائمة وينتهي حكم إسرائيل".
وهذه الفتاة التي يحكي عنها الشيخ "طه عفيفي": أنه التقى بقدر الله في القطار من محطة قطار طنطا، وقد وجدها يجرها الجنود وبعض جنود من دولة أخرى، يخطو خلفها شيخ عجوز، قال: فسألتُ الشيخ فعلمت أنه رجل أوروبي وهو وابنتيه يسكنان مصر، وكان لهم جيرة مسلمون تتردد عليهم الفتاة.
قال الشيخ: فتزيت بزيهم والتزمت صلاتهم، وكانت تسمى "روز"؛ فسمت نفسها فاطمة، فنهرها وزجرها فأبت إلا إعراضًا وشماسًا. فرفع شكواه إلى معتمد دولته فأرسل في طلبها.
قال الشيخ طه عفيفي:
"فقربت منها وهمست في أذنها فقلت: يا بنيتي: ما اسمك؟
فقالت: فاطمة.
فقلت: ومما تخافين؟؟
فقالت: أخاف أن يُلقي بي في مكان فيحال بيني وبين صلاتي ونسكي وعبادتي!!
فقلت: يا بنيتي... يا فاطمة: إن حكم الإسلام على القلوب، فهلا أخفيت دينك الجديد وأظهرت بين يدي معتمد الدولة بدينك القديم فيدعونك لنسكك وعبادتك؟!
قال: فنظرت إلي نظرة تضاءلت دونها، وقالت وهي تذرف الدمع بعينها: دون ذلك حز الأعناق، وتفصيل المفاصل، وإنه إن أطاعتني نفسي عصاني لساني!!
فربما كلمات بسيطة من فتاة صغيرة تكون أبعد في الأثر وأقوى في النفوس من عشرات الكلمات ومئات المحاضرات ولعلها توقظ في الأمة معاني العفة والانتصار