الورود جفت

موضوع: الورود جفت الثلاثاء يوليو 13, 2010 6:51 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

عجيب أمر الورد يا أصدقائي !
فتخيلوا معي ..
برعم صغير بلا حولٍ ولا قوة
يدفع رأسه الصغيرِ للأعلى بحثاً عن الشمس
يقاوم في رحلته للضوء الأرض القاسية
ينبش ببتلاته الحديثة الولادة طبقات الطين اللزجة
يتحايل بعقله الصغير على صلابة الصخر
يناوشُ ديدان الأرض النهمة التي تهاجم
جسمهُ الغض الطري ..
ويصارعُ طويلاً لأجل الحياة
حتى إذا ما شق لحظة ميلاده على سطح الأرض
وأخرجَ رأسه الصغير العاري , واكتمل بنيانه الجميل
قطفت عمره سريعاً يدا عاشقٍ يهرع للقاءِ حبيبة تعشقُ الورد ..
حتى على شكلِ جثة !..
أو يدا طفل عابث لا يعرف قيمة الحياة
أو حذاء غافل لا يتوقع أن تكون هناك حياةً جميلة أسفل قدميه ..
وتنقضي حياة الورد بلمح البصر
وفي وقت لا يكاد يعادل رحلته الطويلة القاسية للحياة , ولكن الورد لا يموت !
فسرعانَ ما يأتي أوانَه ..
وسرعانَ ما تبدأ رحلته الجديدة للشمس وللحياة
غير آبه بحبيبة تهوى جثته ولا طفل يهوى العبث بأوراقه الناضرات
ولا بحذاء لم يتعلم كيف يتفادى قتلَ الجمال
وتخرج في كل يومٍ وردة جميلة
تضيفُ في عمرها القصيرِ جمالاً يعرف كيف يدوم ..
وحياة تعرف كيف .. تبقى !!

لغة الورود هي
لغة رومانسيه صامته
يستخدمها ذوي الذوق والمشاعر الراقيه ليقولوا بأدب
شيء تجبن أو تعجز كلماتهم أن تقولها , الكلمات صامته أبلغ من اللسان
هي صحيح أنها صامته , لكن صداها يتردد بأنفاس العطر شذا
فتصبح صارخه ومدويه في آذان مرهفي الإحساس ..
إن جمال الورد لايكمن في ألوانه فقط بل أنا أرى أن جماله
يكمن في كونه كائن حي من مخلوقات الله
كائن يحس رغم أنه قد كسرت ساقه وفصل عن مصدر غذائه
فحينما نقطفه.. يموت !..
اذاً كيف نهدي الموت للأشخاص الذين نحبهم !..
ونهنئهم فقط لفترة قصيرة ..
الأجمل من كل ذلك هو أن نجعل الورد والزهر
ضاجاً منتشراً في الحدائق والبساتين ..

وأربط بموضوعي برائعة ( أمل دنقل ) زهور ..

وسلالٌ منَ الورِد,
ألمحُها بينَ إغفاءةٍ وإفاقه
وعلى كلِّ باقةٍ
اسمُ حامِلِها في بِطاقه
***
تَتَحدثُ لي الزَهراتُ الجميلهْ
أن أَعيُنَها اتَّسَعَتْ - دهشةً
َلحظةَ القَطْف
َلحظةَ القَصْف
لحظة إعدامها في الخميلهْ!
تَتَحدثُ لي..
أَنها سَقَطتْ منْ على عرشِها في البسَاتين
ثم أَفَاقَتْ على عَرْضِها في زُجاجِ الدكاكينِ, أو بينَ أيدي المُنادين,
حتى اشترَتْها اليدُ المتَفضِّلةُ العابِرهْ
تَتَحدثُ لي..
كيف جاءتْ إليّ..
(وأحزانُها الملَكيةُ ترفع أعناقَها الخضْرَ)
كي تَتَمني ليَ العُمرَ!
وهي تجودُ بأنفاسِها الآخرهْ!!
***
كلُّ باقهْ..
بينَ إغماءة وإفاقهْ
تتنفسُ مِثلِىَ - بالكادِ - ثانيةً.. ثانيهْ
وعلى صدرِها حمَلتْ - راضيهْ...
اسمَ قاتِلها في بطاقهْ!

دمتم بخير

موضوع: رد: الورود جفت الجمعة سبتمبر 24, 2010 6:17 pm

بارك الله فيك
شكرا