تنبيه الازواج لما فى نعمة الزواج

الحمد الله الواحد الواهاب الاحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا ولا زوج ولا ولد غنى عن كل من سواه وكلهم اليه فقير لا يبتغون الا اياه
و الصلاة والسلام على خير البشر وخير من دعا البشر الى رب البشر وخير من صلى وصام وتزوج النساء وعاشرهون بمراد الله على وفق ما شرع الله من اقامة الحقوق لهن واداء ما لهن عليه افضل الخلق واحنهم على زوج وولد
وبعد فان الله تعالى قد امر العباد بالتذكر والتفكر فى الايات والمراد فقه ما فيها وما تبتغيه من هدا يه البشر وما فيه من المصالح فان الله امرنا نحن معاشر المسلمين والناس عامة الى التدبر فى خلق الله حتى يزداد المومنين ايمان وينتبه الغالف عن رب ويرجع الى ربه ومن تذكير بالايات تذكير العباد لما فيه الصالح والراشد وحفظ النفس والبدن والنسب قال تعالى ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مؤدة ورحمة
فالنطر فى ايات بنظر الفهم والادراك يفقه ان الله ارد له حفظ نفسه كيف ذلك
فان الله خلق الخلق واودع فيهم الشهوة والمشاعر والاحاسيس وربط كل ذلك بالشرع فليس لاحد ان يتعدى الحد والحدود بعلة انه حساس او انه شاعرى او انه لديه شهوة عارمة ان يتخطئ الحد فان الله خلق وهو الخالق الذى يخلق بعلم سبحانه لا يخلق الخلق سدى كما اخبر عن بنى ادم قال ان يترك سدى اى له ان يفعل مى شاء متى شاء لا ولكن كل خلق بعلم الله وقدرته هو الذى خلق وهو الذى حكم وهو الذى شرع خلق فيك كل ما سبق ولكن اردا منك ان تحكم ما وهبك بالشرع فالانسان الذى قدر على الزواج وصعابه ندبه رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المسارعة الى الزواج قال خير البشر يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج اى من قدر على الزواج من تكاليف ضروريه وليس عنجهيه كما يقال من بيت واسع وفرش يملاؤ خمس بيوت كما يفعل المترفين لا وانما على قدرد المستطاع قال فانه اغض للبصر واحفظ للفرج
وفي قول اغض للبصر
والبصر هو نافذة القلب على دنيا البشر وهو رسوله وجاسوسوه يصور له ما يدور حوله وينقل له الاحداث فمتى كان هذا البصر خائن لله والرسول بارتكاب المعاصى واطلاق عنانه الى المحرم كان قاتل لصحبه اى القلب ومفسد عليه الحال فان القلب هو مدبر الجسد وهو بمكانة الملك ومتى فسد الملك فسدت الرعيه ونحن نعلم ونرى حال الشعوب الفاسد ملوكها وامرائها فمتى صلح المللك صلحت الرعيه وحين الفساد ضاع الكل والحاصل لابد ان يحافظ الواحد منا على نظره ولا ينظر الى ما حرم الله قال الله تعالى يعلم خائنةالاعين وما تخفى الصدور فسرها بن عباس رضى الله عنه ان الرجل ينظر الى العجز المراة واذا راه احد تدارا كانه لم يفعل ولكن كيف له والله الرقيب نسال الله تعالى لنا ولكم الستر وصلاح الحال والله تعالى امر عباه المومنين بغض الطرف قال سبحانه( قل للمومنين يغضوا من ابصارهم و يحفظوا فروجهم ) وكذلك للنساء قال المولى العلى \\( وقل للمومنات يغضنن من ابصارهن ويحفظن فرجوهن )
لصالح حال القلب الذى بينا حاله من الجسد
واما الفرج المراد من قول النبى صلى الله عليه وسلم وكذلك المراد فى قول الله تعالى هو المعلوم عندنا معاشر البشر والفرج من اخطر ما يؤذى الانسان فى حياته ومماته وبعد بعثه ونشوره ويوم العرض على الجبار ففى الحياة الدنيا نرى ونسمع ان من لم يحافظ على نفسه واطلق بصره ابتداء وراء المحرمات ووقع فى المحرم الفعلى الاكبر وهو الزنا عاش مفضوح بين الناس منكل بينه مذموم الاان يجتبيه الله بتوبة صادقة وهذا كان وما زال مشروع ان من زنا وكان بكر ولم يتزوج جلد مائه وغرب عام فى حق الرجل والمراة لا تغرب بل تجلد امام الناس قال الله (وليشهد عذابهما طائفة من المومنين ) واما المحصن الذى تم له سابق زواج فيرجم بل ومن اهل العلم قال يجلد ويرجم ويا لها من معرة ولكن يتوب الله على من تاب فلا نشمت ولا ناخد نتكلم فى عرض ففى الحدود حياة لنا معاشر المسلمين نعم ينزجر من ارد الهم بالفعل ويتوب الله على الفاعل ان جاء تائب الى الله تعالى
فهذا حاله فى الدنيا واما بعد الموت فحال عسيير
ففى القبر يسوم اشد العذاب وفى الحشر يبعث على فعلته وان غدر بجيرانه يفضح على رؤوس الاشهاد يرفع له رايه يقال هذه غدرة فلا ن بن فلان زنى بامراة جراه ويا لها من فضحية امام رب العالمين والناس والجان اجمعين بل والهواما والدواب المحشورين يوم الدين
نسال الله العفو والعافيه
وللحديث بقيه ان شاء الله تعالى وهو من وراء القصد وهو حسبنا ونعم الوكيل اخوكم فى الله صائد الخير المصرى ارجو المتابعة