شرح سيد الإستغفار _ لإبن تيمية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[b]
شرح سيد الإستغفار _ لإبن تيمية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[/b]

[size=21][size=21][b]قال شيخ الإسلام - رحمه الله تعالى -: في قوله - عليه السلام -:[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]" سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت".[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]قد اشتمل هذا الحديث من المعارف الجليلة ما استحق لأجلها [/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]أن يكون سيّد الاستغفار،[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]فإنه صدره باعتراف العبد بربوبية الله[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]ثم ثناها بتوحيد الإلهية بقوله: ((لا إله إلا أنت))ثم ذكر اعترافه[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] بأن الله هو الذي خلقه وأوجده ولم يكن شيئا، فهو حقيق[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] بأن يتولى تمام الإحسان إليه بمغفرة ذنوبه، كما ابتدأ الإحسان إليه بخلقه.[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]ثم قال: " وأنا عبدك "[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]اعترف له بالعبودية، فإن الله - تعالى -خلق ابن آدم لنفسه ولعبادته،[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] كما جاء في بعض الآثار:[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]((يقول الله - تعالى -: ابن آدم! خلقتك لنفسي، وخلقت كل شيء لأجلك،[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] فبحقي عليك لا تشتغل بما خلقته لك عما خلقتك له))[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]وفي أثر آخر:[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] ((ابن آدم! خلقتك لعبادتي فلا تلعب، وتكفلت لك برزقك فلا تتعب.[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] ابن آدم! اطلبني تجدني، فإن وجدتني وجدت كل شيء،[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء))[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]فالعبد إذا خرج عما خلقه الله له من طاعته ومعرفته ومحبته[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] والإنابة إليه والتوكل عليه، فقد أبق من سيده[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]فإذا تاب إليه ورجع إليه فقد راجع ما يحبه الله منه،[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] فيفرح الله بهذه المراجعة[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم - يخبر عن الله: [/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]((لله أشد فرحا بتوبة عبده من واجد راحلته عليها طعامه وشرابه[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] بعد يأسه منها في الأرض المهلكة، وهو - سبحانه -[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] هو الذي وفقه لها، وهو الذي ردها إليه))[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]وهذا غاية ما يكون من الفضل والإحسان، وحقيق بمن [/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]هذا شأنه أن لا يكون شيء أحب إلى العبد منه.[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]ثم قال: " وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت"[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]فالله - سبحانه وتعالى - عهد إلى عباده عهدا أمرهم فيه ونهاهم،[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] ووعدهم على وفائهم بعهده أن يثيبهم بأعلى المثوبات، فالعبد يسير بين قيامه بعهد الله إليه وتصديقه بوعده[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]أي أنا مقيم على عهدك مصدق بوعدك[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]وهذا المعنى قد ذكره النبي - صلى الله عليه وسلم -، كقوله:[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] ((من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه)). والفعل إيمانا هو العهد الذي عهده إلى عباده[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]والاحتساب هو رجاؤه ثواب الله له على ذلك[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]وهذا لا يليق إلا مع التصديق بوعده.[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] وقوله ((إيمانا واحتسابا)) منصوب على المفعول له[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]إنما يحمله على ذلك إيمانه بأن الله شرع ذلك وأوجبه ورضيه[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] وأمر به، واحتسابه ثوابه عند الله، أي يفعله خالصا يرجو ثوابه.[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]وقوله: " ما استطعت " أي إنما أقوم بذلك بحسب استطاعتي،[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] لا بحسب ما ينبغي لك وتستحقه علي[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]وفيه دليل على إثبات قوة العبد واستطاعته، وأنه غير مجبور[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] على ذلك، بل له استطاعة هي مناط الأمر والنهي والثواب والعقاب.[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]ففيه رد على القدرية المجبرة الذين يقولون: إن العبد لا قدرة له[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] ولا استطاعة، ولا فعل له البتة، وإنما يعاقبه الله على فعله هو،[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] لا على فعل العبد.[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]وفيه رد على طوائف المجوسية وغيرهم.[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]ثم قال: " أعوذ بك من شر ما صنعت "[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]فاستعاذته بالله الالتجاء إليه والتحصن به والهروب إليه من المستعاذ منه،[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] كما يتحصن الهارب من العدو بالحصن الذي ينجيه منه. [/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]وفيه إثبات فعل العبد وكسبه، وأن الشر مضاف إلى فعله هو، لا إلى ربه،[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]فقال: ((أعوذ بك من شر ما صنعت)).فالشر إنما هو من العبد،[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] وأما الرب فله الأسماء الحسنى، وكل أوصافه صفات كمال،[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] وكل أفعاله حكمة ومصلحة. ويؤيد هذا قوله - عليه السلام -:[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] ((والشر ليس إليك)) في الحديث الذي رواه مسلم في دعاء[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] الاستفتاح.[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]ثم قال: " أبوء لك بنعمتك علي " أي أعترف بأمر كذا،[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] أي أقر به، أي فأنا معترف لك بإنعامك علي، وإني أنا المذنب،[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] فمنك الإحسان ومني الإساءة. فأنا أحمدك على نعمتك،[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] وأنت أهل لأن تحمد وأستغفرك لذنوبي.[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]ولذا قال بعض العارفين: ينبغي للعبد أن تكون أنفاسه كلها[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] نفسين: نفسا يحمد فيه ربه، ونفسا يستغفره من ذنبه.[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]ومن هذا حكاية الحسن مع الشاب الذي كان يجلس في المسجد[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] وحده ولا يجلس إليه، فمر به يوما فقال: ما بالك لا تجالسنا؟[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]فقال: إني أصبح بين نعمة من الله تستوجب علي حمدا، وبين[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] ذنب مني يستوجب استغفارا، فأنا مشغول بحمده واستغفاره عن[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] مجالستك. فقال: أنت أفقه عندي من الحسن.[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]ومتى شهد العبد هذين الأمرين استقامت له العبودية، وترقى في[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] درجات المعرفة والإيمان، وتصاغرت إليه نفسه، وتواضع لربه،[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] وهذا هو كمال العبودية[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]وبه يبرأ من العجب والكبر وزينة العمل.[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b]والله الموفق الهادي، والحمد لله وحده، وصلى الله على[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، ورضي الله عن[/size][/b][/size]
[size=21][size=21][b] أصحاب رسول الله أجمعين، وحسبنا الله ونعم الوكيل
[/size][/b][/size][size=21][size=21]نسأل الله لنا ولكم الهدى والتوفيق والسداد[/size][/size]

[size=21][size=21][b]منقوووول.... [/size][/b][/size]
[size=21]
[/size]

جزاك الله خيرا بس الصراحة الموضوع يحتاج لتعديل لان الخط صغير جدا
تحيتى لك وبانتظار جديدك

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

جزاك الله خيـرا